"ناس كتير بتستغرب لما تعرف حكايتي مع الكفالة يمكن علشان فاكرين أنها للأطفال الصغيرين بس! مع اني كفلت بنتي وعمرها 20 سنة"
أنا إيمان كمال عندي ٢٩ سنة، أول مرة قابلت فيها فرح بنتي بالكفالة كانت في ٢٠١٥، كان قبل عيد ميلادها الـ ٢٠ بكام يوم.
فرح اسمها الحقيقي صابرين بس أنا أول ماشوفتها سميتها فرح علشان كانت ومازالت سبب كبير في فرحتي، اتقابلنا عن طريق شغلي، كانت لسه أول مرة تنزل شغل وكنت أنا المدربة بتاعتها، لما اتكلمنا عرفت أنها من دار رعاية وكانت علطول بتحكيلي عن الحاجات اللي بتضايقها هناك، فقررت أزورها وأشوف المكان بنفسي، لما رحت الدار اتفاجئت بالبنات الموجودين قد إيه حلوين ويفرحوا، وقتها قلت لنفسي إزاي حد ممكن يتخلي عن بنات زي الورد زي دول! كان نفسي أعملهم أي حاجه تسعدهم وخصوصا فرح، فرح كان جواها كمية حنية واهتمام مش طبيعية مشوفتهاش غير في أهلي حسيت كأنها حتة مني كأنها بقية أهلي اللي مش موجودين في الحقيقة، قربنا لبعض أكتر وبقيت أزورها كل أجازة وأفضل أتابع معاها وأطمن عليها.
الوضع في الدار كان صعب عليا، حاجات كتير مكنتش بتعجبني لما بزورها، بقيت عايزة أخدها منهم وتكون معايا بدل الوضع الصعب اللي هي فيه وتكون وسط عيلة بتحبها وبترعاها بس منفعش بسبب سني والقانون بشترط أن أعدي التلاتين.
فضلنا كدة حوالي ٤ سنين، وكان ضغط الدار بيزيد أكتر وأكتر، لحد ما هي أخدت القرار أنها تستقل، كان نفسي في الوقت ده أكون كفلاها وأخدها معايا البيت، بدأنا ندور على شقة بسرعه ونفرشها وأهلي كانوا مستغربين الموضوع في الأول وكان عندهم أسئلة وعلامات استفهام كتير بس أنا كان تركيزي كله على سعادة فرح.
بعد فترة فرح نقلت في شقة جنبي، أهلي ابتدوا يعرفوها أكتر ويغيروا فكرتهم ويتقبلوا الموضوع وبعد وقت حبوها زيي واعتبروها واحدة من العيلة وبقينا نتعامل علي أننا أسرة واحدة، كل الناس بتفتكرنا أخوات أو قرايب وأنا بقول إحنا فعلا أكتر من أهل.
من وقت ما عرفت فرح حياتي إتغيرت للأحسن بقت حياتي كلها، فرح دايما بتشجعني، وأنا بقيت سند وضهر ليها وده اللي مخليني كل يوم عايزة أكون أنجح وأقوى علشانها، طول الوقت حاسة أن ربنا بقي بيكرمني في حياتي عشان أمي وأختي وفرح، كأن ربنا بيرسم طريق كله سعادة عشان هي دخلت حياتي، بتفائل بيها دايما وبحمد ربنا عليها، وإن شاء الله هي هتاخد بإيدي للجنه كمان ونفضل أهل دنيا وجنة.
أنا نفسي الناس يبدأوا يعرفوا عن الأطفال دول ويساعدوهم مفيش طفل يستحق يكون لوحده، كلنا كان ممكن نكون مكانهم، كمان وجود الأطفال في الدار مش لازم يكون وصمة ضدهم، ده فخر ليهم أن ظروف حياتهم كانت صعبة وهم قدروا يتخطوها ويتعايشوا وينجحوا.
أتمنى ربنا يكرمني وأقدر أكفل تاني وتالت، وتكون ثقافة الكفالة في مصر مش مقتصرة بس على الأطفال لأن الكبار كمان بيحلموا ببيت وعيلة.